الإدارة العليا والدور المحوري في تحسين أداء إدارة الموارد البشرية

تلعب الإدارة العليا دورًا حاسمًا في تحسين أداء الموظفين في إدارة الموارد البشرية وتشكل أفعالهم وقراراتهم اللبنة الأساسية للثقافة التنظيمية، مما يبني أو يكسر فعالية عمليات إدارة الموارد البشرية من خلال إرساء ثقافة إيجابية وداعمة وهذا يُمكِّن من  تعزيز التفاعل والتحفيز لدى الموظفين.

من الأمور التي يجب على القادة في الإدارة العليا فعلها لتعزيز اعمال فريق الموارد البشري هو تحديد توقعات واضحة لفريق الموارد البشرية، بما في ذلك تعريف مؤشرات الأداء والأهداف، مع ضمان تناغمها مع أهداف المؤسسة كما يتعين عليهم ضمان توفير الموارد الكافية، سواء من حيث الميزانية أو الشخصية، لتمكين أداء فعال لفرق الموارد البشرية، كذلك الاستثمار في التدريب والتطوير حيث يساهم في الاحتفاظ بمهنيي الموارد البشرية على اطلاع دائم بالاتجاهات والتطورات الصناعية والإدارية، إن تشجيع بيئة الابتكار في عمليات إدارة الموارد البشرية يمكن أن يؤدي إلى تحسين الكفاءة والفعالية، ويتطلب الأمر دعمًا وتقديرًا للحلول الإبداعية من قبل الإدارة العليا.

ويجب أن لا تغفل الإدارة العليا عن أهمية التواصل الفعّال والشفاف مع فرق الموارد البشرية بما يساهم في معالجة القلق وتقديم التغذية الراجعة، مع مشاركة الاتجاه الاستراتيجي للمؤسسة. إضافة إلى ذلك، يجب أن يكون التقدير والمكافآت جزءًا أساسيًا من الثقافة التنظيمية، حيث يعززون المعنويات ويحفزون الموظفين، إن تقديم ملاحظات بناءة ومنتظمة يساهم في فهم الموظفين لقواعدهم ونقاط التحسين ويتيح التحسين المستمر ويجب على الإدارة العليا تمكين قادة الموارد البشرية بسلطة اتخاذ القرارات والحكمة لتحفيز المساهمة الفعّالة.

وبالمناسبة فإن تحفيز الموظفين الذين يعملون في إدارة الموارد البشرية يشكل أهمية كبرى داخل المنظمات ويجب على قيادة المنظمات الإنتباه لها وإعطائها الأهمية اللازمة نظرًا للدور الحيوي الذي يلعبه هؤلاء الموظفون في تحقيق أهداف المؤسسة وتسهيل العلاقات العملية

وأضع بين أيديكم بعض أسباب أهمية تحفيز موظفي إدارة الموارد البشرية:

• أن لهم تأثير مباشر على الموارد البشرية: موظفو إدارة الموارد البشرية يديرون ويوظفون الموارد البشرية، وهم عادةً يعملون في توظيف الكفاءات وتطويرها، وإدارة العلاقات العملية ولذا فإن تحفيزهم يؤثر مباشرة على جودة الخدمات التي يقدمونها للمؤسسة.
• تحسين الأداء العملي: الموظفون المحفزون في إدارة الموارد البشرية يعملون بكفاءة أكبر ويظهرون الالتزام في أداء واجباتهم، مما يسهم في تحسين الأداء العملي للقسم وبالتالي تحقيق الأهداف المؤسسية.
• تعزيز الابتكار والتحفيز: إن الموظفون المحفزون يكونون أكثر استعدادًا لتقديم أفكار جديدة ومبتكرة في مجال إدارة الموارد البشرية وذلك يساهم في تحسين العمليات وتفعيل استراتيجيات جديدة.
• تعزيز رضا الموظفين: إن تحفيز موظفي إدارة الموارد البشرية يعزز رضاهم عن العمل والبيئة العملية، مما يسهم في الاحتفاظ بكوادر محترفة ومؤهلة داخل إدارة الموارد البشرية
• إدارة التحديات الخاصة بالموارد البشرية: غالباً ما يواجه موظفو إدارة الموارد البشرية تحديات فريدة تتعلق بالتوظيف، والتدريب، وإدارة الأداء ولذا فإن تحفيزهم يزيد من قدرتهم على التعامل مع هذه التحديات بكفاءة.
• زيادة الكفاءة في التعامل مع الموظفين: عادةً ما يكون الموظفون المحفزون يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بفعالية مع الموظفين، سواء في مجال التوظيف، أو التدريب، أو إدارة الأداء وهذا يساهم في تحسين جودة العلاقات العملية.
• تحفيز الفرق الرئيسية: إن الموظفين في إدارة الموارد البشرية يشكلون الركيزة الأساسية لأي منظمة، حيث يسهمون في تشكيل وتنفيذ استراتيجيات الموارد البشرية وتحفيزهم يعزز قوة وفاعلية هذه الفرق الرئيسية.
• تعزيز سمعة المؤسسة: إن العمل مع فريق إدارة الموارد البشرية المحفز يعكس إيجابيًا على سمعة المؤسسة و تحقيق الرضا والنجاح في مجال إدارة الموارد البشرية يساهم في تحسين سمعة المؤسسة بشكل عام.

ومما لا يجب أن يغيب عن الذهم انه يجب ان تتوافق أهداف الموارد البشرية مع الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، حيث يمكن للإدارة العليا تحديد الأهمية الاستراتيجية لوظائف الموارد البشرية في تحقيق النجاح التنظيمي.

وأخيرًا، ينبغي للإدارة العليا أن تولي اهتمامًا خاصًا بفريق إدارة الموارد البشرية من خلال تعزيز التواصل وفهم التحديات الفريدة التي يواجهها الفريق ويجب دعم تطوير مهاراتهم وتعزيز ثقافة الابتكار، مع تشجيع الشفافية وتقديم الاعتراف لتعزيز الأداء المستدام من خلال تحديد رؤية واضحة وتحفيز العمل الجماعي، من خلال ذلك كله يمكن للأدارة العليا تحفيز إدارة الموارد البشرية لتحقيق الأهداف بشكل فعّال ومتكامل، مما يسهم في تحقيق النجاح المستدام للمؤسسة.

انتهى ….