ريادة الأعمال ليست للجميع

لقد قلتها مرارًا وتكرارًا: ريادة الأعمال صعبة وليست للجميع. إذا كنت، بعد إجراء جرد شخصي واقعي لما أنت عليه وما تريد أن تفعله، مستعدًا لاتخاذ الخطوات التالية في بدء عمل تجاري، أود مناقشة النصيحة التي أقدمها دائمًا لرواد الأعمال الجدد.

كن عمليًا بشأن أموالك

أول وأهم شيء أقوله لرواد الأعمال الجدد هو أهمية الواقعية عندما يتعلق الأمر بالمال. إنني مذهول من جميع “رواد الأعمال” الذين يبدأون الأعمال وعند الإطلاق، لا يدركون أهمية توليد الأموال وكيفية إدارة الأرباح. بدلاً من التركيز على الاحتياجات المالية الحالية وبناء شركة حقيقية، فإنهم مشغولون جدًا بالتفكير في مقدار الأموال التي سيكسبونها بعد أربع سنوات من الآن. إنه نقص كامل في الواقعية.

 

النقود هي الأكسجين. كم من المال لديك للبقاء عائمًا ولأي مدة؟ هل لديك نفقات الإيجار والنفقات العامة لسنة واحدة؟ يرتكب رواد الأعمال الجدد دائمًا هذا الخطأ وهو أكبر مخاوفي بالنسبة لهم. عليك أن تتأكد من أن أفعالك يمكن أن تستجيب لنزيف المال الذي يحدث قبل أن تحقق أرباحًا.

غالبًا ما أرى رواد الأعمال الجدد يرتكبون أحد الخطأين في البداية:

 

(1) ليس لديهم عمل ممول ولم يجمعوا رأس المال الاستثماري (أو أي رأس مال آخر). لديهم فقط ستة أشهر من المال لتحقيق هدفهم التجاري. بينما يحلمون بكل سيناريو مثالي سيمكنهم من تحقيق حلمهم، بحلول اليوم الثالث من كونهم “رواد أعمال”، يدركون أن لا شيء يسير بشكل مثالي وينفدون من المال.

 

(2) يتم تمويلهم جيدًا لدرجة أنهم لا يبنون العضلات اللازمة لتوليد الإيرادات. إنهم معتادون على فكرة أن خسارة 150,000 دولار في معدل الحرق “مقبولة” لأن لديهم شركة ممولة. تركز معظم انتباههم وسلوكهم على جمع الجولة التالية بدلاً من بناء عمل حقيقي ومربح.

بغض النظر عن الوضع، بدء عمل جديد، خاصةً الذي يتطلب استثمارًا ماليًا مقدمًا وليس فقط وقتك، يستنزف المال. تحتاج إلى فهم ما يتطلبه الأمر ماليًا لدفع نفقات الضروريات مثل الإيجار والإمدادات والمخزون (وهذا لا يشمل حتى نفقاتك الشخصية). مستوى عالٍ من الواقعية ضروري للنجاح.

 

أدرك أن بناء عمل تجاري يتطلب التزامًا هائلاً بالوقت

الشيء التالي الذي أذكره لرواد الأعمال الجدد هو أنه عند بدء عمل تجاري، لقد اتخذت قرارًا لا يسمح لك بأي وقت في السنة الأولى لفعل أي شيء سوى بناء عملك. لا مزيد من مشاهدة مسلسلات بشكل متواصل. أنت في منطقة كود أحمر لدرجة أن كل دقيقة (دعنا نقول 18 ساعة في اليوم إذا كنت تريد أن يكون هذا ناجحًا)، يجب تخصيصها لعملك. يشمل هذا حتى الوقت مع عائلتك. إنه تضحية كبيرة وعليك أن تدرك مستوى الالتزام المطلوب.

 

أيضًا، كنت أحاول أن أكون لطيفًا جدًا في السنة الأولى لأنني أعلم أننا نعيش في عالم سياسي صحيح حيث وقت الراحة والوقت الشخصي ووقت العائلة مهم جدًا للكثيرين. ومع ذلك، إذا كان لديك هذا الطموح لبناء عمل تجاري، عليك أن تلتزم ذهنياً بهذا الأمر. ثم أي وقت لديك للعائلة أو وقت الراحة هو مكافأة إضافية. في الواقع، عليك أن تسأل نفسك مدى كبر العمل الذي تحاول بناؤه بالفعل. كلما كان العمل أكبر، زادت السنوات التي ستحتاج إلى إضافتها إلى السنة الأولى.

التمسك بكلمتك

إحدى أفضل النصائح التجارية التي تلقيتها على الإطلاق (والتي أحاول أن أشاركها مع أي شخص يدخل عالم الأعمال) هي أن كلمتك هي عهدك. أخبرني والدي بهذا في سن مبكرة وشكلت كيف أتعامل مع الأعمال منذ ذلك الحين. أخبرني مرةً أنه إذا التزمت بشراء 100 صندوق من العصير للمتجر، وغيّرت رأيي قبل وصوله بأسبوع، فسيتعين عليّ شرب كل ذلك لأنني قدمت الالتزام.

 

إذا قدمت التزامًا، بغض النظر عما يحدث، عليك أن تفي به. ليس فقط سمعة عملك على المحك، بل سمعتك الشخصية أيضًا. يمكن أن تضع القرارات التجارية السيئة مكانتك كرائد أعمال في خطر.

بينما تختلف المصادر، غالبًا ما يُقال أن معظم الشركات ستفشل في غضون الأشهر الثمانية عشر الأولى. السبب الأول الذي أعتقد أن العديد من الشركات تفشل بهذه السرعة هو أنها لا تدرك مدى صعوبة الأمر، ومدى الحاجة إلى الالتزام الكامل، ومدى الحاجة إلى الموهبة لتكون رائد أعمال ناجح. أنا لا أعدك بأن اتباع هذه النصائح سيضمن بقاء عملك في السنة الأولى، ولكن بدون هذه الاعتبارات، لن تضع نفسك في موقف للنجاح.

 

قد تكون هذه مجرد كلمات بالنسبة لك على الشاشة الآن، لكنني أطلب منك أن تقرأها بعناية. اقرأها وتأكد من أنها تغوص في داخلك. نحن نعيش بالفعل في أعظم جيل من ريادة الأعمال الزائفة التي شهدناها منذ وقت طويل. لسوء الحظ، سيتأذى الكثير من الناس ماليًا وعاطفيًا بسبب هذا العصر. أطلب منك أن تأخذ هذه الكلمات على محمل الجد.

 

(منقول) يمكنك الاطلاع على المقال الأصلي بالضغط هنا