Back

المرونة الإدارية

Loading

تشير الأبحاث إلى أن الأفراد الذين يعانون من قلة المرونة الإدارية يمكن أن يجدوا أنفسهم عالقين في دائرة من الاكتئاب والعجز، مما يؤثر سلباً على قدرتهم على إدارة الشؤون الوظيفية بكفاءة. يمتد تأثير هذه الضعف إلى حياتهم الشخصية خارج الساعات العمل، مما يؤثر على جودة حياتهم بشكل شامل.

على النقيض من ذلك، تظهر الأبحاث أيضًا أن الموظفين ذوي المرونة العالية، والذين يتمتعون بالقدرة على التكيف مع التحديات والصعوبات في بيئة العمل، يشعرون بمستويات أعلى من السعادة ويظهرون إنتاجية أفضل. يسهمون في نشر الإيجابية داخل بيئة العمل، مما يعزز التفاعلات الإيجابية بين الفريق ويسهم في تحقيق أهداف المنظمة.

في هذا السياق، يبرز أهمية تعزيز المرونة الإدارية كمهارة أساسية لدى الموظفين، حيث يمكن أن تسهم هذه المهارة في تعزيز الرفاه الشخصي والمهني، وتحسين الأداء الوظيفي والعلاقات في مكان العمل.

و تعتبر المرونة الإدارية مهارة حيوية للموظفين في بيئة العمل الحديثة. فالأفراد القادرين على التكيف مع التغيرات المستمرة والتحديات المتنوعة يظهرون أداءً وإنتاجية أفضل. إذ يمكن للمرونة الإدارية أن تساعد في تحسين جودة الحياة المهنية والشخصية للموظفين. بفضل هذه المهارة، يصبح الموظف قادرًا على التكيف مع بيئة العمل المتغيرة والمشاركة بفعالية في التحسينات وعمليات الابتكار. إلى جانب ذلك، يتمتع الموظفون المرنون بقدرة على إدارة الضغوط بشكل أفضل، مما يؤدي إلى تقليل مستويات الإجهاد والضغط النفسي. يعزز هذا النهج من فرص التطوير المهني ويسهم في بناء فرق عمل فعالة قادرة على تحقيق أهداف المنظمة بشكل أفضل. بشكل عام، تعتبر المرونة الإدارية استثمارًا أساسيًا لتحقيق النجاح والاستدامة في سوق العمل الحديث.

ولتعزيز مهارة المرونة الإدارية لدى الموظفين، يمكن اتخاذ مجموعة من الخطوات التي تشمل التطوير الشخصي والتدريب:

1. التوعية والتدريب:
– يمكن تنظيم دورات تدريبية وورش عمل حول أهمية وتطبيقات المرونة الإدارية.
– توفير الموارد التعليمية والمعلومات حول كيفية التكيف مع التغيرات والتحديات.

2. تحديد الأهداف الشخصية والمهنية:
– تشجيع الموظفين على تحديد أهدافهم الشخصية والمهنية ووضع استراتيجيات لتحقيقها.
– تحفيزهم على اتخاذ خطوات تجاه التحسين المستمر.

3. توفير تجارب تطويرية:
– إتاحة فرص التحدي والمشاركة في مشاريع مبتكرة داخل المنظمة.
– توفير فرص لتولي مسؤوليات جديدة وتجارب مهنية تعزز التعلم والنمو.

4. تعزيز مهارات التفكير الإيجابي:
– تشجيع الموظفين على التفكير بشكل إيجابي حتى في وجه التحديات.
– تعزيز مهارات التحليل والتفكير الابتكاري للتصدي للمشكلات بفعالية.

5. التشجيع على التفاعل والتعاون:
– توفير بيئة عمل تشجع على التفاعل وتبادل الأفكار والتجارب.
– تعزيز ثقافة العمل الجماعي والتعاون بين الأقسام والفرق.

6. تقديم ردود فعل بناءة:
– تقديم تقييمات دورية وردود فعل بناءة حول أداء الموظفين.
– تشجيع على استخدام التحديات كفرص للتعلم وتطوير المهارات.

7. تطوير مهارات إدارة الوقت:
– توفير تدريب حول كيفية إدارة الوقت بفعالية وتحديد الأولويات.
– تشجيع على تطبيق تقنيات التنظيم لزيادة الكفاءة.

8. الاستفادة من التكنولوجيا:
– توفير وتشجيع استخدام التكنولوجيا لتسهيل إدارة المهام وتحسين الاتصال والتنسيق.

بقلم د. عبدالكريم محمد الروضي

مُسْتَشَارُ التَّدْرِيبِ وَالتَّطْوِيرِ الْمُؤَسَّسِيِّ وَرِيَادَةِ الْأَعْمَالِ

د. عبدالكريم محمد الروضي
مستشار التدريب والتطوير المؤسسي وريادة الأعمال
ماليزيا - كوالالمبور
محاضر ومدرب في مجال
إدارة الأعمال - إدارة الموارد البشرية - إدارة المشاريع - ريادة الأعمال

    1 Comment

  1. مايو 1, 2023
    رد

    شكرا لكم

Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *